ارتبط وجود النيابة الرسولية اللاتينية في حلب بحضور أبناء القديس فرنسيس الاسيزي إلى سورية ففي عام 1233 وصل الرهبان الفرنسيسكان إلى دمشق وتواجدوا في حلب عام 1238 حيث بدئوا عملهم الروحي بمساعدة السجناء الصليبيين الذين وقعوا في الأسر ، وامتد عملهم الروحي الى خدمة التجار الغربيين الكثر المتواجدين والمقيمين في هذه المدينة.

أرسل البابا غريغوريوس الثالث عشر إلى حلب المطران ليوناردو أبل ليقيم عمل كل من الرهبان الفرنسيسكان واليسوعيين الذين وصلوا المدينة عام 1625 واللعازريين (1776م) والكيوشيين والكرمليين. وبقي فيها من العام 1583 إلى العام

 (1587 م)  ، شاهد ليوناردو عمل الرهبانيات في حلب وكيف امتدت رسالتهم لتشمل خدمة كل مسيحي الشرق وتثقيف وتنشئة الاكليروس المحلي.

بعد أن شاهد مجمع نشر الإيمان وجود كثير من المرسلين وعملهم أنشأ عام 1644م النيابة الرسولية اللاتينية وعين لها المطران جوفانی باتیستا دو فارا الفرنسيسكاني كأول أسقف لاتيني في سورية. دخل المطران الجديد حلب عام 1645م وبقي فيها مدة خمس سنوات حيث قدم استقالته عام 1650م ولم يعين خليفة له وإنما أوكلت النيابة الرسولية من بعده إلى حارس الأراضي المقدسة حتى عام 1762م كما كان في السابق.

بتاريخ 27 حزيران 1762 البابا كليمنضوس الثالث عشر يعين الأب أرنود بوسو العازري اسقفاً لرعاية المؤمنين اللاتين في حلب ونائيا رسولي على أراضي الكراسي القديمة إنطاكية والقدس مضاف اليهما جزيرة قبرص والبطركية الأرمنية

في سيليشيا.

 المطران بوسو لم يدخل حلب وإنما جعل من دير عينطورة للآباء اليسوعيون في لبنان مقراً له حتى وافته المنية عام 1774م .

الكرسي الأسقفي يبقى فارغاً حتى عام 1816م وفي السابع والعشرون من ذلك السنة الكرسي الرسولي يعين المطران لويس كاندولفي العازري نانيا رسوليا لحلب وممثلاً رسولياً في سورية. وهذا الأخير يبقي مقره في دير عينطورة حتى وافته المنية بتاريخ 25/8/1825م.

في العام ذاته يعين المطران جان بيار لوزانا الذي ينقل مكان إقامته من عينطورة إلى روق مكايل حتى عام 1832م. ويخلفه المطران لويس بيافي الذي نقل إقامته إلى حريصا ويبقى هذا المقر مستمراً حتى عام 1954م دون انقطاع عام 1847م الكرسي الرسولي في روما يرسم أبرشية البطريركية اللاتينية الأورشليمية مانحاً إياها أراضي فلسطين والأردن وقبرص وهكذا تتقلص سلطة النائب الرسولي في حلب.

في الرابع من حزيران عام 1953 البابا بيوس الثاني عشر يؤسس النيابة الرسولية في بيروت ويقسم النيابة الرسولية في حلب إلى نيابتين مستقلتين واحدة في سورية والأخرى في لبنان ويعين لهذه الأخيرة الأب لويس اسكولا اليسوعي.

النواب الرسوليون للنيابة الرسولية في حلب

النائب الرسولي في حلب له السلطة الرعائية على كل أراضي الجمهورية العربية السورية منذ تاريخ 1/1/1954 وعين السفير البابوي في سورية المطران بولس بابالاردو لهذا المنصب. وبقيت النيابة الرسولية بأيدي السفراء الباباويون حتى عام 1967م حيث عين الكرسي الرسولي الأب بونافنتورا عقيقي الفرنسيسكاني مدبرا رسوليا الذي اتخذ من دير الآباء الفرنسيسكان في العزيزية مقراً له.

 وفي الأول من آذار عام 1973م يعين الأب بونافنتورا عقيقي أسقفا السورية ونائبا رسوليا لحلب لتبدأ حقبة جديدة.

تتابع النواب الرسوليون في حلب

المطران بونافنتورا عقيقي سيم أسقفا في كنيسة اللاتين في العزيزية بحلب بتاريخ  13/5/1973م والذي به تبدأ هذه السلسلة الجديدة المقيمة بشكل نهائي في حلب.

يخلف المطران بونافنتورا المطران دومينيك بيكي الفرنسيسكاني ومن بعده المطران أرماندو بورتولازو السالزياني و يليه المطران جيبينو جوزيف نزارو و من ثم المطران جورج ابي خازن .

ويشغل هذا المنصب حالياً المطران حنا موسى جلوف كمطران سورية للطائفة اللاتينية ونائباً رسولياً في حلب.