Skip to content Skip to footer

تدشين كاتدرائية اللاتين في حلب

 

المطران جوزيف نزارو

في الخامس عشر من شهر كانون الثاني من العام ٢٠١١، وبعد عشرين شهرا من العمل الدؤوب كما كان مخططاً بالبرنامج، فقد بدأ نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاثوليكية برنامج الاحتفال بليتورجية تدشين كاندرائية الطفل يسوع الواقعة في شارع الفرات بالقرب من جامعة حلب وذلك في الساعة العاشرة والنصف صباحاً بتكريس الهيكل الذي وضع في قاعدته رفات الطوباوي عمانويل روير ورفاقه من الرهبان الفرنسيسيين شهداء دمشق عام ١٨٦٠.

تم تسليم مفتاح الكنيسة إلى نيافة الكاردينال بمبادرة من مصممة الكنيسة المهندسة المعمارية تونسيا بياروللي، التي شرحت الفكرة التي استوحتها لتصميم هذا العمل في حلب. فقد أرادت أن تعبر بالحجر والاسمنت عن لقاء مريم العذراء مع نسيبتها اليصابات في عين كارم، وهما تصوتان في أحشائهما المباركة هيكلين حيين هما ابن في الأولى والأعظم بين مواليد النساء في الثانية.

 شكر نيافة الكردينال المهندسة المصممة مهنئاً إياها على هذا الإيحاء الجميل الذي قدمته لهذه المناسبة، ثم فتح باب الكنيسة داعياً الشعب للدخول إلى بيت الله الجديد بتطواف احتفالي.

عند الوصول إلى الهيكل، قرأ رسالة البابا بنديكتوس السادس عشر بالنيابة نيافة الكردينال ت. بيرتوني التي وجهها لنيافة الكردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية يشكر بها المجتمع الكاثوليكي في سوريا لإخلاصه الله والكنيسة والأسقف روما وإدارته باعتباره وريثا للقديس بطرس. وقد عبر قداسة الحبر الأعظم عن غبطته مع النائب الرسولي سيادة الأسقف جوزيف نزارو من الرهبان الفرنسيسيين ومع المؤمنين من الطائفة اللاتينية في سوريا الذين وخدوا جهودهم ليقدموا بيتا لائقا للرب، حيث يتم الابتهال لاسمه والتوسل لنيل رحمته وتمنى قداسته على كل المجتمع الكاثوليكي في سوريا أن يقدم للوطن مساهمة قيمة من أجل نهضته الأخلاقية والاجتماعية بروح مسكونية حقيقية بين الأديان.

بعد قراءة نص رسالة الأب الأقدس تمت مباركة الماء الذي نثره المحتفي على جوانب الكنيسة والمؤمنين بينما كانت جوقة الترتيل ترتم رايت ماءا حيا ينصح من قلب المسيح ” ثم عاد المحتفي إلى الهيكل ليبدأ ترنيمة “المجد الله في العلى” وألقى نيافة الكردينال عظة أكد فيها على رسالتين صادرتين عن السينودس الأخير من أجل كنائس الشرق هما التواصل (المشاركة) والشهادة انهما الترامان للجميع لا يمكن فصلهما عن بعضهما، وخاصة للعلمانيين المدعوين إلى العيش في الأسرة، في العمل في العالم التربوي والاجتماعي، فدور العائلة في المجتمع الرعوي هو جوهري النقل الإيمان للأجيال الشابة ولجني الدعوات للزواج – السر المقدس والحياة الكهنوتية والروحية والرسولية ثم تحدث نيافته عن دور الأسقف ووحدة المسيحيين ‏”Cattedra episcopale” أن الكنيسة الكاتدرائية تأحد اسمها من كلمة يمعنى الترسي الأسقفي، وعلى المؤمنين أن يبقوا دائماً متحدين بالأسقف الذي هو الكاهن والمعلم والمرشد بحسب مهمته من الراعي الصالح ونشعر بالسعادة عندما ترى الأسقف متواصلاً مع الخلف الوحيد لبطرس، بابا روما وبالتالي مع جميع الأخوة الأساقفة للكنيسة الواحدة لتكون حقا مع الرب إن إيماننا يعبر بوضوح “حيث يكون بطرس والأسقف هناك تكون الكنيسة”.

وبعد انتهاء كلمة نيافة الكردينال بدأ طقس تكريس الكنيسة بترنيم طلبة القديسين ووضع رفات الشهداء التي أحدث مساء ۲۷ كانون الأول من عام ٢٠١٠ منصندوق الطوباويين الشهداء عمانويل روير ورفاقه الموجود في كلية الآباء الفرنسيسيين في حي باب توما في دمشق، أنها رفات الشهداء الرهبان الفرسيسيين والأخوة الثلاثة من عائلة مسابكي الذين استشهدوا في دمشق عام ١٨٢٠، وقد وضعت هذه الرفات في كان من الخشب تحت الهيكل على مرأى من المؤمنين من اجل تكريمها وطلب  شفاعتها.

تبع صلاة تدشين الكنيسة مسحة الميرون بالريت المقدس من قبل نيافة الكردينال ساندري والنائب الرسولي الأسقف جوزيف نزارو والسفير البابوي الأسقف ماريو ريداري حيث تقدموا واحد من يسار والآخر من يمين الكاتدرائية ليمسحوا بريت الميرون المقدس الصلبان الموجودة على الركائر الست للكنيسة، كما تم تبخير الهيكل والكنيسة ثم جهز الهيكل وأوقدت الشموع وأصينت الكنيسة مع تصفيق الشعر ابتهاجا بالتدشين تبع ذلك طقس التقادم والقربان الأقدس حتى صلاة بعد المناولة وقبل منح البركة في نهاية القداس تم تبخير القربان المقدس ” Pange Lingua” وقد احضره النائب الرسولي إلى غرفة القربان المقدس .

وقبل منح البركة في نهاية الاحتفال، شكر النائب الرسولي قبل كل شيء الله الآب كلي القدرة الذي بعونه تمكنا من تحقيق هذا العمل، والأب الأقدس الذي كان حاضراً ببركته ورسالته المشجعة التي أرسلها لنا، ونيافة الكردينال ليوناردو ساندري الذي شرفنا بحضوره وقبوله بتدشين بيت يسوع الطفل، والمحسنين الايطاليين والسوريين الذين لم يقبلوا إن تذكر أسماؤهم، مفضلين أن تكون مكتوبة من الآن في كتاب الحياة. وختم قائلاً: “لهذا ندعو الله أن يصغي إلى طلباتهم ويبارك دائماً أعمالهم وعائلاتهم”. وانتهى الطقس المقدس بالبركة البابوية التي منحها نيافة الكردينال ليوناردو ساندري..

غادرنا الكنيسة بشكل احتفالي بين تصفيق الجميع، وتمت تحية المؤمنين الدين قدمت لهم صورة الطفل يسوع على العرش مع كتابة خلفها وباللغتين العربية والفرنسية “ما أحب مساكنك يارب” (مرمور (۲:۸۳) وأنا أشكركم على حضوركم يوم تدشين بيني” يسوع الطفل

لقد شرفنا بحضورهم لفيف من الأساقفة الكاثوليك والأرثودكس، ومندوبي بعض الكنائس، وسعادة سفير ايطاليا، وممثل عن مجلس الشعب وبعض السادة القناصل الفخريين في حلب. كذلك حضور المحسنين المحليين وبعض الإيطاليين، والعديد من الأصدقاء والمؤمنين لكل هؤلاء جزيل الشكر وبركة ابن الله الذي كرست الكنيسة الاسمه.

وقد شارك نيافة الكردينال ليوناردو ساندري بتدشين الكنيسة إلى جانب النائب الرسولي الأسقف جوزيف لزارو وسيادة الأسقف ماريو ريناري سفير البابا إلى سوريا، سيدة الأسقف ارماندو بورتولازو النائب الرسولي السابق لطائفة اللاتين في سورية، والمونسنيور موريتسيو مالفيستيتي، معاون سكرتير مجمع كنائس الشرق والمونسنيور متيوى امبونسا من ساموا، وسكرتير السفارة البابوية في دمشق وممثلين ومندوبين من حلب ودمشق، وكهنة الرعايا المختلفة والآباء الفرنسيسكان والآباء الساليريان في دمشق وحلب.

أدار الاحتفال الأب حنا جلوف الذي أحصه بشكر خاص، وقد حضر برفقة الشمامسة من بلدة الفنية للمساعدة في خدمة الهيكل. كما أوجه شكري للأم غواد ولوب الإدارتها الترانيم مع لفيف من الشابات من جمعية صديقات الأطفال” وللسيدة افدوكيا مستريح لمساعدتها الأم غواد ولوب في العرف على الأورغ.

Our location on maps

موقع المطرانية :

شارع الفرات .14

 العنوان البريدي 16137 

سوريا -حلب

للتواصل عبر الارقام التالية:

 رقم الهاتف 021-2682399

الفاكس 021-2689413 

موقع البريد الالكتروني :

vicariatlatin@mail.org

 جميع الحقوق محفوظة © Raizer