
رهبانيّة الكلمة المتجسّدة
من نحن:
إنّ رهبانيّة الكلمة المتجسّدة هي مؤسّسة رهبانيّة إكليروسيّة كاثوليكيّة. أعضاؤها هم كهنة وراهبات وإخوة مؤمنون. تأسّست رهبانيّتنا في الأرجنتين بتاريخ ٢٥ آذار من عام ١٩٨٤ على يد حضرة الأب كارلُس ميجِل بُويلا. تمتد الرهبانيّة في يومنا هذا في القارّات الخمسة وتعمل رعويّاً في ٩٣ إقليم قانونيّ كنسيّ في ٤٤ دولة مختلفة. تتمثّل دعوتنا في اتّباع المسيح عن قرب بفعل الروح القدس، ونريد أن نتمثّل بيسوع المسيح أكثر ما يمكن وذلك بشكل أساسي من خلال تتميم نذورنا الدينيّة للفقر والعفّة والطاعة مدفوعين بالمحبّة، ونريد في ذات الوقت أن نظهر حبّنا وامتناننا للعذراء المباركة، ولذلك وضعنا نذراً رابعاً وهو عبوديّة الحب للأم.
في التاسع عشر من آذار عام ١٩٨٨، أسس الأب كارلوس ميغيل بويلا رهبنة: خادمات الرب وعذراء ماتارا. فرع الإناث من العائلة الرهبانية للكلمة المتجسدة، في سان رافاييل، في الأرجنتين. إنها مجتمع ديني بطقوس أبرشية، وتتألف مع رهبانية الكلمة المتجسدة من راهبات، وكهنة، ورهبان، وأعضاء الفرع الثالث العلماني. تتشارك الجهتان الدينيّتان نفس الموهبة، ولديهما دستوران متطابقان ويشملان فروع نشطة وفروع تأمليّة. يبلغ الآن عدد الراهبات أكثر من ١،٢٥٠ عضوةً متواجدين في أكثر من ٣٥ دولة حول العالم.
موهبتنا:
بالموهبة الخاصّة بالرهبنة، يترتّب على أعضاء رهبانيّتنا أن يعملوا بأسمى طاعة للروح القدس على مثال مريم العذراء، حتّى يُخْضِعوا لسيادة المسيح كل ما هو بالحقيقة بشريّ، وذلك حتّى في أكثر المواقف صعوبةً. هذا معناه الحصول على النعمة اللازمة لمعرفة كيفيّة العمل – بطريقة ملموسة – على استمرار وجود المسيح في العائلات وفي التربية وفي وسائل الاتّصال وعند رجال الفكر وفي أي مظهر شرعي من مظاهر الحياة البشريّة. هذه هي العطيّة الّتي يمكن بواسطتها التوصّل إلى أن يصير كل إنسان “بمثابة تجسّد جديد للكلمة”، وذلك بكوننا في الأساس مُرْسَلين ومريميّين.
روحانيّتنا:
نرغب في أن تكون روحانيّتنا مترسّخة في سر التجسّد المقدّس بحيث يمكننا القول بأن روحانيّتنا تنبع من شخص الكلمة ووالدته. فنستطيع بواسطة الروح القدس أن نتّحد بالآب. إن جميع مبادئ الحياة الروحيّة لرهبنتنا تنبع من تفسير سر الكلمة المتجسّد بحسب ما هو مذكور في دليل الروحانيّة.
عبوديّة الحب لمريم:
إنّنا بواسطة عبوديّة الحب هذه نقدّم للمسيح بواسطة مريم، لا فقط جسدنا ونفسنا وخيراتنا الخارجيّة، بل نقدّم له أيضاً أعمالنا الصالحة، الماضية والحاليّة والمستقبليّة، بكل ما فيها من قيمة تعويضيّة واستحقاقيّة، وذلك حتّى تتصرف العذراء في كل شيء بحسب مشيئة ابنها ولأجل مجده، واثقين من أنّنا يجب أن نصل إلى الله بمريم أمّ الكلمة المتجسّد، إذ عليها هي أن تُكوِّن “قدّيسين عظماء”.
مؤسّسنا:
وُلِدَ الأب كارلُس ميجِل بُـويـلا في بُويـنُس أًيْـرِس في 4 أبريل/ نيسان عام 1941، وسِيم كاهنًا في 7 أكتوبر/ تشرين الأَوَّل 1971. قام بتدريس اللاهوت والكتاب المقدس في العديد من الإكليريكيَّات والمدارس في الأرجـنتين مثل المعهد العالي للثقافة المسيحيّة الكاثوليكية (في مدينة روساريو)، وفي الجامعة الأرجـنتينية الكاثوليكيّة؛ كما أنَّه قَدَّم خدمات قيِّمة في رعيّة سيّدة الرَّحمة وسيدة الورديّة (أبرشيّة سان مارتين، بوينس أيرس). كان مُرشدًا روحيًّا وأستاذًا في الإكليريكيَّات الصُّغرى وفي الإكليريكيّة التابعة لأبَـرشية القديس روفائيل (مِندوسا). هناك في هذه الأبَرشية أسَّس رَهبَـنة «الكلمة المتجسِّدة» والرَّهبنة النسائية «خادمات الربّ وعذراء ماتارا». وقد أسَّس – لأجل هاتين الرَّهبنتَين – بيوتًا للتكوين الرُّهبانيّ والتكوين الخاصّ بالحياة التأمليّة؛ وكذلك أعمالَ محبَّةٍ ومدارس.
تواجدنا في سوريا:
لقد أتت رهبانيّة الكلمة المتجسّدة إلى سوريا في عام ٢٠٠٨، وتقوم رهبانيّتنا منذ ذلك الحين بخدمة النيابة الرسوليّة اللاتينيّة وتقديم المساعدة والعون الروحي للعديد من الرهبانيّات. طلب الأسقف من كهنتنا خلال الحرب أن يقوموا بإعانة أهالي حي الميدان ولذلك تمّ إعادة افتتاح كنيسة ومركز سيّدة البشارة في حلب عام ٢٠١٨، حيث أننا نشارك عائلاتنا في هذا المركز بمصاعب الحياة اليوميّة ونحاول قدر المستطاع أن نكون قريبين منهم من خلال عدة مشاريع.
- تتواجد رهبانيّتنا حاليّاً في مكانين في حلب حيث تشرف على عدّة أمور، بالإضافة إلى منزل للراهبات في دمشق، ويشمل ذلك:
١. النيابة الرسولية اللاتينية: حيث نقدم العديد من المساعدات الدينية والروحية مثل:
- مساعدة في أنشطة مختلفة في الكاتدرائية والدعم الروحي لجماعات دينية نسائية (كرمليات، وراهبات مرسلات المحبة للأم تيريزا، وراهباتنا).
- سكن جامعي: مبنيان، أحدهما لطلاب الجامعات الإناث والآخر لطلاب الجامعات الذكور. يقعان بالقرب من النيابة الرسولية اللاتينية والجامعات.
- أخوية الكلمة المتجسدة، والرياضة الروحية.
- مركز مار يوحنا بولص الثاني لتطوير مهارات الشباب.
- الفرع الثالث العلماني لرهبانية الكلمة المتجسدة.
٢. كنيسة ومركز سيدة البشارة للخدمة الاجتماعية والتنمية (OLACC)
٣. منزل الراهبات في دمشق:
- سكن البنات
تأسّس سكن طالبات الجامعة في عام ٢٠٠٨عند مجيء راهبات شفيعة السكن (مريم سيّدة المعونة). عدد طالبات السكن حالياً هو ٤٣ طالبة، بالإضافة إلى عدة طالبات خارج السكن تتم أيضاً مساعدتهن. يهدف السكن إلى تقديم تنشئة مسيحيّة وإنسانيّة واجتماعيّة ولذلك على الطالبات الالتزام بالقدّاس الإلهي يوم الأحد وبالأعياد وبالاجتماع الأسبوعي وببعض النشاطات المقترحة التي تسعى إلى تحقيق الهدف. يوفّر السكن للطالبات (الغاز- الكهرباء- الانترنت- الطعام- التدفئة- العناية الصحية… إلخ). وتقوم الراهبات بمساعدة الطالبات عن طريق تقدمة مشاريع لكي يوفرن احتياجاتهنّ الماديّة.
- سكن الشباب
تأسّس في عام ٢٠١٤. يشغل سكن الشباب، والذي يسمّى “دير يسوع العامل” الطابق الأول من مبنى مؤلف من طابقين بالقرب من مبنى النيابة الرسوليّة اللاتينيّة، حيث يوفّر سكناً ل ٣٥ طالباً بالإضافة لتوفير الوجبات اليوميّة وجميع مستلزمات العيش، ويعمل أيضاً على توفير التعليم المسيحي الصحيح للطلّاب المقيمين لكي يُنَمُّوا إيمانهم ويزهروا في حياتهم المسيحية.
يُوَفّر كلا السكنين للطلاب مقابل إيجار رمزي وبالتالي يمكننا التعاون مع الطلاب لصالح مستقبلهم، بالإضافة إلى مساعدة عائلاتهم بشكل غير مباشر في تحمل النفقات الباهظة للدراسة بعيداً عن مدنهم.
- مركز مار يوحنّا بولص الثاني
يشغُل المركز الطابق الأوّل من ذات المبنى الذي يتواجد فيه دير يسوع العامل، حيث يتمُّ حاليّاً ترميم المركز والذي سيستمر لثلاثة أو أربعة أشهر تقريباً وسيصبح بعد ذلك متاحاً أمام جميع الطلبة كمركزٍ للشباب ومساحةٍ مناسبةٍ للدراسة للطلاب من جميع الخلفيات والديانات المختلفة. لقد جعلت الحرب معظم أهالي الطلّاب غير قادرين على تحمّل تكاليف دراسة أولادهم ولذلك السبب سيلعب المركز دوراً مهمّاً في حياة الطلبة من خلال توفير:
- صالة حواسيب: مجهّزة لإعطاء دورات الهندسة والتصميم والمحاسبة بالإضافة إلى دورات لبرامج الحاسوب.
- صالات دراسة: تتضمن اربعة صالات.
- أربعة صفوف: لدورات اللغة الإنكليزيّة والفرنسيّة، ودورات مهارات الحياة، ودورات متخصّصة للمواد الجامعيّة بالإضافة إلى ورشات العمل.
- صالة لقاءات: يقام فيها اجتماعات التعليم المسيحي.
- غرفة استراحة: ليجلس فيها الطلاب ويستريحون.
- شبيبة الكلمة المتجسّدة
تأسّست في تاريخ ٢٠ تشرين الثاني من عام ٢٠٢١، حيث تهدف إلى الدعوة إلى الرهبنة وتقريب الشباب للكنيسة وتعريفهم على واجباتهم تجاه الله والكنيسة. يقوم الكهنة والراهبات بإعطاء مواضيع دينيّة واجتماعيّة وبإقامة نشاطات في المناسبات الدينيّة. تُقام أيضاً رياضة روحيّة ومبيت مرّة في السنة بالإضافة إلى عدّة نشاطات خلال السنة. يتم حاليّاً عقد اجتماعات الشبيبة مرتين في الشهر ولكن بدءاً من الفصل القادم سيتم عقد الاجتماعات أسبوعيّاً.
- الفرع الثالث العلماني
يوجد عادةً أعضاء علمانيين يكونون أقرب للكهنة والراهبات، وأيضاً يشاركون الرهبنة في الروحانيّة. تأسّست مجموعة الفرع الثالث في حلب في تاريخ ١٦ تموز من عام ٢٠١٨. يتكوّن من أعضاء علمانيّين يرغبون في الاشتراك في رسالتنا وفي العيش بحسب روحانيّتنا في وسط العالم؛ وهم يحاولون أن يكونوا في الحياة اليوميّة بمثابة تجسّد جديد للكلمة؛ وذلك في منازلهم وفي أماكن عملهم بين الناس وفي كل واقع يُقدَّر لهم أن يعيشوه، وعددهم ١٤ شخص والأغلبيّة عائلات أي متزوّجين. يُطلب من أعضاء الفرع الثالث العلماني أن يصلّوا من أجل كل العائلة الرهبانيّة. هناك مستويات مختلفة للانتماء للفرع الثالث العلماني للرهبنة بدءاً من التكرّس التام لله بواسطة إبراز نذور خاصّة – مع الاستمرار في العيش في العالم-، وصولاً إلى مجرّد التشارك في الخيرات الروحيّة للعائلة الرهبانيّة.
- كنيسة ومركز سيدة البشارة
لقد أعدنا افتتاح كنيسة ومركز سيدة البشارة فور تحرير هذه المنطقة في عام ٢٠١٨، وهي موجودة في حي الميدان (المنطقة التي شهدت بعضًا من أعنف المعارك خلال الحرب). منذ ذلك الحين، نقوم بالعمل على تلبية احتياجات الناس من خلال مساعدتهم في أهم الاحتياجات من خلال برامج مختلفة مثل:
- الرعاية الروحية: مهمتنا الرئيسية هي إظهار محبة الله للناس من خلال عدة برامج: التعليم المسيحي والأنشطة الترفيهية للأطفال والمراهقين.
- البرامج التعليمية: دروس يومية لكافة الصفوف المدرسية لـ ٢٠٠طالب، ومدرسة صيفية، ودورات رياضة، ودورات رسم، ودورات لغات.
- المساعدات الإنسانية: قسائم تسوق، ومساعدات نقدية، وملابس، وأثاث، وإعادة بناء المنازل، وأدوية، وجراحات، وسلل طعام ومواد تنظيف، وحفاضات للرضع وكبار السن. بالإضافة إلى اهتمام خاص بالمسنين الذين يعيشون بمفردهم (وجبات جاهزة يتم إيصالها إلى ٢٤٠مسنًا ثلاثة أيام في الأسبوع، وزيارات من السيدات اللواتي ينظفون منازل المسنين ويقومون بتصفيف وصبغ شعرهم والاعتناء بهم)، وبطاريات للإضاءة، ومساعدات عينية.
- برنامج تحسين الأوضاع وسبل العيش: تدريب مهني (يعلم الناس حرفة بحيث يمكنهم فتح عمل تجاري). مشاريع صغيرة (تساعد الناس في فتح عمل وتمنحهم الفرصة ليكونوا مستقلين بحيث لا يحتاجون لمساعدة خارجية). بالإضافة إلى دورات مهنية.
هدفنا في هذه الكنيسة الصغيرة وهذا المجتمع الجميل هو أن نظهر للناس محبة الله وأن نجعل هذه المحبة معروفة للجميع. ونظراً للوضع الخاص لعائلاتنا، فإن هدفنا أيضاً هو أن نكون قريبين منهم وأن نحاول أن نكون أدوات لرحمته